شهد قطاع المطاعم خلال السنوات الأخيرة موجة استثمارية كبيرة، ارتكزت في معظمها على استنساخ أفكار قائمة دون ابتكار أو تطوير، مما أدى إلى تكرار النموذج ذاته في مواقع متعددة. والنتيجة؟ إعلانات تقبيل، مناشدات للمساعدة، وإغلاقات متتالية لمطاعم لم تصمد في وجه المنافسة.
وفقًا لتقارير اقتصادية، تجاوز عدد المطاعم المغلقة في بعض المدن السعودية خلال عام واحد فقط نسبة 30% من إجمالي المطاعم الجديدة، وهو مؤشر يدعو للقلق ويكشف خللًا في التخطيط الاستثماري.
التأسيس والتشغيل في مجال المطاعم يتطلبان تكاليف عالية والتزامات طويلة، تبدأ من التصميم والتجهيز ولا تنتهي عند التشغيل وإدارة الفريق. وهنا يظهر دور الوعي الاستثماري: هل تمت دراسة الفكرة؟ هل يوجد تميّز فعلي عن المنافسين؟ هل السوق بحاجة لمشروع مشابه؟ أم أن الحماس فقط هو المحرك؟
نُدرك مرارة الخسارة، لكن يمكن تجنّبها إن تم التريث والتفكير بمنطق السوق لا العاطفة. فإذا لم تكن الفكرة التي تملكها ذات طابع إبداعي أو إضافة حقيقية للمجال، فنصيحتي الصادقة: احتفظ بمالك، ولا تخاطر به في مشروع بلا روح ولا هوية.
النجاح لا يأتي بتكرار ما فعله الآخرون، بل بصناعة تجربة مختلفة تُضيف للسوق لا تُكرر ما فيه .