شهد موسم حج 1446هـ جهودًا لوجستية استثنائية من قبل المملكة العربية السعودية، حيث أدى أكثر من 1.6 مليون حاج مناسكهم في بيئة آمنة ومنظمة. وسخّرت الدولة كافة إمكانياتها البشرية والتقنية لضمان رحلة حج ميسّرة تبدأ من الاستقبال حتى مغادرة الأراضي المقدسة.
في إدارة الحشود، تم استخدام الذكاء الاصطناعي والكاميرات الحرارية لرصد وتحليل الحركة في الوقت الفعلي، إضافة إلى تشغيل مركز عمليات مكة الذكي الذي يربط بين أكثر من جهة أمنية وتشغيلية عبر أنظمة رقمية متطورة. أما على مستوى النقل، فقد نفّذ “قطار المشاعر” أكثر من 2000 رحلة بقدرة استيعابية تفوق 70 ألف حاج في الساعة، إلى جانب أسطول ضخم من الحافلات الحديثة، وتكامل مع خدمات “قطار الحرمين السريع” لتيسير تنقل الحجاج بين المدن.
في القطاع الصحي، جهّزت وزارة الصحة مستشفيات حديثة ومراكز طوارئ ميدانية بطاقة استيعابية عالية، مع الاستفادة من تقنيات الطب الاتصالي والمستشفى الافتراضي، إلى جانب تشغيل طائرات الإسعاف الجوي لتغطية مواقع الحج. كما وُفرت أكثر من 12 مليون وجبة لحجاج بيت الله، بجهود أكثر من 380 شركة تموين، وتم تشغيل منظومة الهدي والأضاحي بطاقة مليون رأس خلال أقل من 4 أيام.
وتعززت البنية التحتية الرقمية في المشاعر بشبكات 4G و5G، وتوفير مئات نقاط “واي فاي” مجانية، وتفعيل البطاقات الذكية والخدمات الإلكترونية لتسهيل إجراءات الحجاج.
هذا التميّز التنظيمي واللوجستي ليس إلا ثمرة توجيهات ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، اللذين يضعان خدمة ضيوف الرحمن في مقدمة أولويات الدولة. فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .