يشهد قطاع التوصيل في السعودية نموًا متسارعًا، خاصة في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، مدفوعًا بزيادة الإقبال على توصيل الأطعمة والطرود عبر التطبيقات. كثيرون يعتقدون أن هذا المجال “ربحي وسهل” ولا يتطلب تكاليف عالية، لكن الحقيقة تختلف: فهو قطاع جذّاب بالفعل، لكنه ليس خاليًا من التحديات والمخاطر.
نظرة على السوق
يُقدّر حجم سوق التوصيل في المملكة بحوالي 16 مليار ريال، مع توقعات بارتفاعه إلى 37 مليارًا بحلول 2030. الرياض وحدها تستحوذ على نحو 46% من إجمالي الطلبات، مما يعكس ضخامة الفرص الاستثمارية، خصوصًا في التوصيل عبر الدراجات النارية.
إيجابيات المجال
•انخفاض تكلفة دخول السوق (الدراجات أرخص من السيارات).
•طلب متزايد من قطاعات متنوعة (أطعمة، طرود، أدوية).
•مرونة في التشغيل وإمكانية التوسع بسرعة.
•وجود منصات رقمية تسهل الوصول للعملاء.
لكن التحديات حاضرة
•السلامة: السائقون معرضون للحوادث، ما يتطلب تأمينًا وتدريبًا.
•تكاليف تشغيلية خفية: مثل الصيانة، التأمين، وارتفاع عمولات التطبيقات (تصل إلى 18%).
•تقلب الطلب: موسمي ومتنافس بشدة.
•الامتثال للتنظيمات: خصوصًا في المدن الكبرى، حيث تفرض الجهات التنظيمية اشتراطات دقيقة.
هل هو مربح؟
الربحية ممكنة، لكن ليست مضمونة. تحتاج إلى عدد كبير من الطلبات شهريًا، مع ضبط التكاليف، والاستفادة من الشراكات، واختيار نموذج تشغيلي مرن (مثل التأجير الشامل للدراجات مع الصيانة). والأهم: فهم السوق المحلي وليس مجرد تقليد نماذج خارجية.
الخلاصة
الاستثمار في قطاع التوصيل بالدراجات النارية في السعودية واعد، لكنه يتطلب إدارة ذكية للمخاطر، فهم حقيقي للتكاليف، واستراتيجية طويلة المدى. النجاح في هذا المجال ليس بالأعداد، بل بالجودة، والسلامة، وحسن التخطيط